سنقدم خلال الفترة المقبلة مقالات عن أفضل وأشهر ما قدمته السينما من أفلام تدور أحداثها حول ألعاب المقامرة المختلفة. حيث سنتحدث في كل مقال عن فيلم مختلف. وفي مقال اليوم سيكون حديثنا عن فيلم (21) المأخوذ أساساً عن كتاب شهير يدعى (إسقاط المنزل)؛ والذي ـ بدوره ـ استقى أحداثه من أحداث حقيقية!
رواية إسقاط المنزل (Breaking Down the House):
كما قلنا سابقاً؛ الفيلم مستوحى من هذه الرواية؛ والتي تعد الكتاب الأكثر مبيعاً في عام 2003 لمؤلفها بِن ميزريتش (Ben Mezrich).
تبدأ أحداث الرواية من منتصفها؛ لتقوم بتقديم البطل (كيفن لويس) من بوسطن ماساتشوستس ـ الطالب في السنة الأخيرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT ـ وهو يربح مبلغ 30 ألف دولار أميركي وبقربه حقيبة مليئة بالمال؛ قبل أن يتلقى إشارة من أحد ما يفهم منها أن عليه المغادرة؛ حيث يتمكن من الهرب قبل أن يلقى عليه القبض من الرجال الذين يركضون في الكازينو.
تستمر الرواية في التنقل بين الزمن الحاضر والماضي بما يخلق جواً درامياً ويشد القارئ ويدفعه إلى مزيد من التركيز.
يتم تعريف القارئ بـ (كيفن لويس) بعد ذلك؛ طالب الطب المجتهد والسباح المحترف لصالح فريق MIT؛ وزميليه في الغرفة (مارتينيز) (وفيشر)؛ اللذين يتهربون من حضور دروسهم في المعهد ويقضون أوقاتهم نائمين؛ ليسافروا في نهاية كل أسبوع إلى لاس فيغاس. ليقوموا فجأة بإظهار مبلغ 10,000 دولار أمامه ويدعونه لمشاركتهم رحلة إلى أتلانتيك سيتي في نهاية الأسبوع.
تنطلق الرواية بعد ذلك في سرد أحداث تعرف (كيفن) على ما يفعله صديقه (مارتينيز) اللاعب الكبير في لعبة البلاك برهانات تصل إلى 25,000 دولار لليد الواحدة! ليقوم الصديق الوفي بعد ذلك بإطلاع صديقه المجتهد على كل ما يعرفه عن الاستراتيجية الأساسية والتتبع العشوائي وعد البطاقات. ويربح (كيفن) بتطبيق ما علمه إياه صديقه بضع مئات من الدولارات.
يعود (كيفن) بعد ذلك إلى حياته العادية بين المختبر والمسبح؛ وهو يفكر بكل ما حصل معه في أفخم أجنحة فنادق أتلانتيك سيتي مع صديقه (مارتينيز). ومع ذلك؛ لم يكن ليفارق ذهنه كيفية حل مشكلتين: النسبة المئوية المرتفعة لميزة الكازينو؛ واحتمال القبض عليهم!
قام الصديقان بعد ذلك بتأمين لقاء مع شخص يدعى (ميكي روزا)؛ الذي كان يعلم سبعة أشخاص من MIT نظاماً للتغلب على المشكلتين اللتين كان يفكر (كيفن) بهما. وقاموا بضمه إليهم!
يتم التعريف بعد ذلك بشخصيات الفريق ودور كل منهم في العملية؛ ويتم تدريب (كيفن) لعدة أسابيع إلى أن يصبح جاهزاً. وتستمر الرواية في سرد تطور (كيفن) وإتقانه السريع والمبهر لتقنيات الفريق والأرباح المتزايدة التي يحققها.
بالطبع؛ لسنا هنا بصدد حرق أحداث الرواية في حال كنت من محبي المطالعة وقد شدتك تلك المقدمة لشراء الكتاب أو تحميله الكترونياً وقراءته. لكن الأحداث تتطور بعد ذلك وتتشابك بين أحداث عاطفية وأخرى تتعلق بدخول العصابات والمافيات على الخط؛ بالإضافة إلى رجال الأمن في الكازينوهات والعديد من الشخصيات المؤثرة الأخرى. الكتاب ـ كما أسلفنا ـ كان أكثر الكتب مبيعاً في سنة صدوره؛ وهو يستحق ذلك بحق؛ إذ أن رحلة (كيفن) مليئة بالإثارة والمتعة ومروية بأسلوب يشدك من أول صفحة وحتى آخر كلمة في الرواية!
وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب لم يكن نقلاً صادقاً بشكل كامل للأحداث الواقعية التي انطلق منها؛ ومن أهم التناقضات بين الواقع والكتاب كانت ما يلي:
- في الكتاب؛ يتكون فريق من MIT Blackjack من مجموعة صغيرة متماسكة من الشباب والشابات الأذكياء الذين عملوا معاً لحوالي ست سنوات (بين عامي 1993 ـ 1999)، إلا أن الواقع مغاير تماماً؛ حيث أن الفريق كان عبارة عن شبكة كبيرة من اللاعبين والتي استمرت في اللعب لحوالي ثلاثين عاماً (العقود الثلاثة الأخير من القرن العشرين)!
- يبالغ الكمتاب في حجم الأرباح التي حققها الفريق؛ مدعياً أنهم حققوا أكثر من نصف مليون دولار في عطلة واحدة؛ وهو يخالف واقع أن متوسط أرباحهم كان أقل من هذا بكثير؛ بالإضافة إلى أنهم تكبدوا الكثير من الخسائر الكبيرة.
- في الكتاب؛ يظهر (كيفن لويس) غراً بريئاً يتم جره إلى اللعب اعتماداً على سحر عالم المقامرة؛ إلا أنه في في الواقع (اسمه الحقيقي “جيف ما”؛ أميركي صيني) كان لاعباً ذو خبرة في عد الورق وقد لعب لصالح العديد من الفرق قبل الانضمام إلى فريق MIT.
- يضيف الكتاب العديد من الأحداث التي لم تحدث في الواقع؛ كالمواجهة العنيفة مع فريق منافس في جزر الباهاما؛ والاختطاف على يد المافيا في الحي الصيني. والعديد من الأحداث الخيالية الأخرى.
وفي الواقع؛ لا يمكننا لوم المؤلف على إضافة بعض الأحداث وتغيير بعضها الآخر؛ فإن نقل الواقع كما هو ـ هو وظيفة الصحفيين؛ أما الروائيون فلا بد أن يضيفوا بعضاً من خيالهم في ما يكتبونه.
فيلم 21:
الفيلم الصادر في العام 2008 هو من بطولة كل من Kevin Spacey بدور (ميكي روزا)؛ Jim Strugess بدور (بن كامبل) وهو نفس شخصية (كيفن لويس) في الرواية؛ بالإضافة إلى Kate Bosworth، Lisa Lapira، Aaron Yoo، Jacob Pitts، Josh Gad والعديد من الممثلين الآخرين. ومن إخراج Robert Luketic. حصل الفيلم على تقييم 6.8/10 على موقع IMDb؛ وأؤكد لك أنه يستحق أكثر من ذلك!
هنا ـ كأي فيلم تؤخذ أحداثه من رواية ـ تبقى الأحداث تسير في الاتجاه العام ذاته؛ لكنها تختلف بالتفاصيل وتختصر بعضاً منها. بالإضافة إلى أسماء العديد من الشخصيات قد تم تغييرها.
تدور الأحداث هنا عن بطل القصة (بن كامبل) طالب الرياضيات العبقري في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT والحاصل على القبول المبدئي من كلية الطب في جامعة هارفرد، لكنه لا زال بحاجة إلى تأمين القسط المالي الضخم لضمان دراسة الطب؛ والبالغ 300,000 دولاراً!
يلاحظ البروفسور (ميكي روزا) نبوغ طالبه (بن كامبل)؛ فيعمل على ضمه إلى فريقه المكون من الفاتنة (جيل تايلور)، وكل من (فيشر)، (كيانا)، و(تشوي). وبعد إطلاع (بن) على استراتيجيات العمل؛ يبدأ في تحقيق نتائج مذهلة. وتبدأ من هنا الإثارة الحقيقية للفيلم.
ورغم أن المقالة مخصصة أساساً للحديث عن الفيلم؛ لكنني لن أتكلم عنه أكثر من ذلك تجنباً لحرق أحداثه المثيرة. ولدي نصيحة من أجلك؛ إن كنت ترغب في فهم فكرة الفيلم بشكل كامل؛ فعليك بقراءة هذا المقال القصير الذي يشرح الاستراتيجيات المتقدمة في لعبة البلاك جاك. أنا شخصياً؛ شاهدت الفيلم عدة أفلام (من الأفلام المفضلة لدي في الواقع)؛ وقد ازداد إعجابي به بعد أن تعلمت هذه الاستراتيجيات!
- الفيلم أيضاً ـ عدا عن أنه يختلف في أحداثه قليلاً عن أحداث الرواية ـ يناقض العديد من الأحداث التي حصلت في الواقع؛ فعلى سبيل المثال:
- غيّر الفيلم أسماء وأعراق الشخصيات الواقعية. (جيف ما) ـ مثلاً ـ أميركي صيني؛ بينما اسمه في الفيلم (بن كامبل) وهو أميركي أبيض.
- قام الفيلم بتبسيط نظام عد البطاقات ليسهل فهمه من قبل المشاهدين؛ بينا استخدم الفريق الحقيقي نظاماً أكثر تعقيداً للتغلب على ميزة الكازينو.
- اختفت الكثير من الأحداث المهمة المذكورة في الكتاب من الفيلم.
- أضاف الفيلم كثيراً من الأحداث الدرامية غير الموجودة في الكتاب أو الواقع.
وأيضاً؛ لا يمكننا لوم المخرج هنا؛ إذ تتحكم عوامل عدة في كمية الأحداث المذكورة في الفيلم؛ من ميزانية الإنتاج ووقت الفيلم وغيرها.
أخيراً؛ وفي ختام هذا المقال؛ فأنك إن كنت من محبي لعبة البلاك جاك وترغب بتطوير نفسك فيها؛ فإن هذا الفيلم والمقال المشار إليها سابقاً سيكونان مفيدين بالنسبة إليك بكل تأكيد. ولا يسعني في النهاية إلا أن أقدم واحداً من أفضل مواقع الكازينو أون لاين الموثوقة؛ وهو كازينو Betfinal الذي يعد أفضل كازينو عربي (يدعم اللغة العربية) حالياً! ستجد هنا جميع ألعاب الكازينو بلا استثناء: بوكر، بلاك جاك، باكارات، سلوتس، روليت وغيرها الكثير. ليس هذا فحسب؛ بل ستجد أيضاً قسماً للمراهنات الرياضية يغطي أغلب الأحداث الرياضية على مستوى العالم. ناهيك عن الموثوقية العالية والسرعة في أداء السحوبات (لا تتجاوز 24 ساعة كحد أقصى). وأخيراً؛ لن ننسى خدمة دعم الزبائن المتوفرة باللغة العربية 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع!
الخلاصة
عندما نبتعد عن طاولات البلاك جاك في “21”، نتأمل قصة تجسد جاذبية التغلب على النظام، وحكاية تفوق العقل على الصدفة، والقوة المغرية لأضواء فيغاس، يأخذنا هذا الفيلم، المستوحى من القصة الحقيقية لفريق MIT Blackjack، في رحلة مثيرة عبر عالم عد البطاقات والسعي لتحويل احتمالات الكازينو لصالح المرء.
يبرز فيلم “21” في فئة أفلام المقامرة بسبب مزيجه الفريد من الدراما والتشويق والإتقان الاستراتيجي للعبة التي تُترك عادةً لأهواء الحظ، يغمر الفيلم المشاهدين في العمليات السرية التي تقوم بها مجموعة من الطلاب المتفوقين وأستاذهم، الذين يقومون معًا بتنسيق مخطط متطور لعد البطاقات بدقة لعبة شطرنج جيدة اللعب.
بقيادة تصوير جيم ستورجيس لبن كامبل الموهوب ولكن الساذج، يتم أخذ الجمهور في رحلة من قاعات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المقدسة إلى الخلفية الجذابة والساحرة والخطيرة أحيانًا لكازينوهات لاس فيغاس، يضيف أداء Kevin Spacey بدور ميكي روزا الغامض والمتلاعب طبقة من التعقيد، حيث يعرض الخط الرفيع بين الإرشاد والاستغلال.
في حين أن الفيلم يأخذ بالتأكيد الحريات الإبداعية، فإن جوهر “21” يتردد صداه مع أي شخص يحلم بالتغلب على المنزل بذكاء، إنها قصة تتحدث إلى المستضعف فينا جميعًا، والإيمان بإمكانية وجود استراتيجية مثالية، والإدراك الحتمي بأن التغلب على حافة المنزل ليس من السهل.
في الختام، يضمن فيلم “21” مكانه في سجلات سينما المقامرة من خلال تصويره لمقاربة دماغية للعبة استحوذت على خيال الكثيرين، إنه بمثابة تذكير بالمزيج المسكر من المعرفة والمخاطر والعنصر البشري الذي يمكن أن يتقارب في لعبة الورق، سواء أكان الأمر يتعلق بإثارة الفوز، أو عذاب الخسارة، أو الإثارة المطلقة للمسرحية، يذكرنا “21” أنه في عالم المقامرة، تكون المخاطر دائمًا عالية، والنتائج غير مؤكدة أبدًا.