سياحة القمار في العالم العربي
ماذا تعرف عن سياحة القمار؟
للسياحة أنواع عديدة ومتنوعة؛ هناك سياحة الأماكن الأثرية وسياحة الاستجمام وسياحة المناطق الطبيعية والسياحة الدينية؛ وكذلك فإن سياحة القمار أحد تلك الأنواع ولكن ما الذي نعرفه عن هذه السياحة؟
أن سياحة القمار هي زيارة المدن والأماكن الممتلئة بالكازينوهات التي تقدم الخدمات المتعلقة بالمقامرة والمراهنات بأفضل ما يمكن وبأعلى جودة.
هذا النوع من السياحة يمكن أن يشكل رافعة قوية للاقتصاد في البلد الذي يطورها؛ لذا نرى أن اليابان مثلاً (صاحبة الترتيب الثالث بين اقتصادات العالم) تخطط لإطلاق كازينو عملاق بحلول عام 2030 يكون نقطة جذب سياحية تزيد من مدخولها وقوة اقتصادها.
متى بدأت سياحة القمار بالانتشار؟
من المرجح أن فكره سياحة القمار ظهرت في الثلاثينيات من القرن العشرين في المدينة الأشهر في عالم القمار آنذاك وحتى يومنا هذا وهي مدينة لاس فيغاس ومع مرور الوقت بدأت شعبية هذه السياحة بالازدياد وخصوصا بعد تشريعها في العديد من المدن وبدء المنافسة في هذا المجال لتقديم أفضل الخدمات.
ومن أسباب انتشار سياحة القمار:
أولا: البحث عن المتعة والتجربة الفريدة من نوعها.
ثانيا: عدم تواجد كازينوهات في كل المدن مما جعل المدن التي تشرع القمار مقصدا للزوار.
ثالثا: الفرصة للتعرف على أساليب لعب جديدة واللقاء بالمحترفين من كل انحاء العالم.
أفضل مواقع سياحة القمار في العالم:
الولايات المتحدة الأمريكية:
لا شك في أن أمريكا من أفضل المواقع لسياحة القمار وخصوصا أن لاس فيغاس هي المدينة التي انطلقت منها فكرة هذه السياحة ولم يعد الامر يقتصر على فيغاس بل توسع الى مدن أخرى مثل أتلانتيك سيتي ورينو.
نيوزيلندا:
لعل أبرز ما يميز الكازينوهات في نيوزيلندا هو احتوائها على نظام تعليمي للمبتدئين واللاعبين الجدد قبل البدء باللعب الجدي بالإضافة للسياسات التي تتبعها هذه الكازينوهات والذي يجدها العديد من اللاعبين أنها سياسات عادلة.
الصين:
لا تعد الصين من البلدان الداعمة للمقامرة بشكل عام ولكن مدينة ماكاو الصينية عوضت عن ذلك حيث أن الرأي السائد هو أن مدينة ماكاو تضاهي مدينه فيغاس الأمريكية في مجال المقامرة لا بل ويطلق عليها البعض اسم “فيغاس الآسيوية”.
وبالطبع هناك سنغافورة ذات الشهرة الواسعة في هذا المجال وأيضا المملكة المتحدة وبلدان أخرى.
واقع سياحه القمار في الدول العربية:
حتى اليوم تمنع معظم الدول العربية ممارسه القمار على أراضيها سواء من الجهة القانونية أو من الجهة الشرعية ناهيك عن النظرة المجتمعية السائدة حول الموضوع وبالتالي وجود الكازينوهات في العالم العربي محدود جدا ولا يرقى حتى اليوم إلى ضمه إلى مفهوم سياحة القمار.
ولكن هذا لا ينفي وجود الكازينوهات في العالم العربي (كازينو عربي) وخصوصا في الدول التي تعتمد على السياحة بشكل كبير وتشهد إقبالا كبيرا من السياح العرب والأجانب مثل لبنان ومصر فالكازينوهات في هاتين الدولتين العربيتين تتصف بأنها ذات جودة عالية وأنها تحتوي العاب ذات تصميمات رائعة بالإضافة لاحتواء هذه الكازينوهات على أنشطة متنوعة وخصوصا في لبنان مما يجعلها عامل جذب مهم للسياح الوافدين إلى البلاد وللسكان المحليين في لبنان في حين أن دخول هذه الكازينوهات في مصر لأجل ممارسة القمار يقتصر على الأجانب فقط ولا يسمح للمصريين بدخولها لغير العمل.
ومن أشهر الكازينوهات الأرضية في مصر ولبنان:
كازينو لبنان (Casino du Liban): يقع في العاصمة بيروت؛ ويحتوي عدداً كبيراً من الطاولات وماكينات السلوتس؛ بالإضافة إلى وجود مسرح وسلسلة من المطاعم المحيطة به وفندق يقدم خدمة خمسة نجوم. هذا الكازينو المليء بالتفاصيل الفخمة والمذهلة؛ يعد من أعرق الكازينوهات في الشرق الأوسط وأقدمها.
كازينو نادي لندن: يقع هذا الكازينو في مدينة القاهرة بمصر؛ ويعد أضخم كازينو فيها؛ حيث يرتاده اللاعبون من جميع أنحاء العالم؛ ويعتبر من أفضل الكازينوهات الأرضية في منطقة الشرق الأوسط.
كازينو سميراميس: الملحق بفندق سميراميس؛ ويعد من أعرق الكازينوهات الأرضية في مصر بعمر يزيد عن 33 عاماً وإطلالته الفريدة على نهر النيل.
كازينو مارتيم جولي: في مصر أيضاً.
كازينو راجا جراند (Radjah Grand): في مصر.
كازينو غراند جربة: في تونس.
كازينو القنطاوي: في تونس.
كازينو غراند ياسمين: في تونس.
كما تجدر الإشارة إلى وجود بعض الكازينوهات الجيدة في تونس والمغرب ولكنها أيضا تقتصر على الزوار الأجانب وتسعى هذه البلدان الأربعة (لبنان، مصر، تونس، المغرب) لدفع هذا المجال للتطور بغاية جذب السياح المحبين للمقامرة مما يساعد في تحسين الاقتصاد.
مستقبل سياحة القمار في العالم العربي:
تتواتر الأخبار الآن عن اتجاه العديد من الدول العربية الآن إلى تشريع القمار على أراضيها وذلك بسبب الإيرادات المالية الضخمة التي تحققها سياحة القمار والتي قد تصبح محركا مهما لاقتصاد تلك الدول التي تشهد إقبالا سياحيا بشكل عام مثل دول الخليج والإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص والتي تدرس حاليا تشريع القمار على أراضيها ومن المؤكد أنه في حال تم تشريع المقامرة الترفيهية في الإمارات فإنها ستدخل هذا السباق العالمي وستصبح من الدول المتصدرة لهذا المجال بسرعه كبيرة وذلك لوجود البنية التحتية مسبقة ولأن الإمارات تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم ومن المتوقع أن تتبعه العديد من دول الخليج والتي تعمل على الانفتاح على العالم وجذب السياح. والغني عن الذكر؛ العوائد المالية التي يمكن أن ترفد بها الدولة التي تحاول تقليل اعتمادها على النفط في حال تم إقرار هذا التشريع (يقدر بعض الاختصاصين الاقتصادين هذه العوائد بما يفوق 6.5 مليار دولار سنوياً).
الخرق الذي أحدثته الكازينوهات عبر الانترنت في سياحة القمار في الدول العربية:
في ظل الحديث عن الكازينوهات الأرضية لابد من التطرق للكازينوهات عبر الانترنت (أون لاين كازينو) وانتشارها و أثرها على سياحة القمار.
في ظل التوجه العالمي نحو توفير كل الخدمات الممكنة بشكل الكتروني وأيضا من خلال استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز انتشرت مواقع ومنصات المقامرة عبر الانترنت وأخذت في التطور لتوفير كل ما يمكن وتحسين تجربه اللاعبين.
ومن مزايا هذه المواقع:
أولا: العروض الرائعة والجذابة التي تقدمها للاعبين.
ثانيا: سهولة الوصول والاستخدام في أي وقت يناسب اللاعب ومن أي مكان يريده.
ثالثا: الراحة والأمان ولا سيما في ظل انتشار جائحة كورونا.
رابعا: الخصوصية التي توفرها حيث أصبح بإمكان اللاعب العربي الوصول إلى مواقع المقامرة وممارسة هوايته من دون الخوف من النظرة المجتمعية السائدة.
بالإضافة إلى ما سبق؛ فإن التجربة الفريدة التي توفرها الكازينوهات عبر الانترنت تعد غنية بتنوعها وإثارتها؛ إذ يمكن للكازينوهات عبر الانترنت أن توفر عدداً هائلاً من الألعاب التي قد تتطلب تخصيص مبالغ ضخمة لتوفيرها في الكازينوهات الأرضية؛ ناهيك عن اتجاه العديد من الشركات لاعتماد موزعين يعملون بلغات مختلفة تتوافق مع لغة اللاعبين في المناطق التي تعمل فيها مواقع الكازينوهات عبر الانترنت؛ ناهيك عن أن العديد من هذه المواقع يقوم بتزويد خدمة المراهنات الرياضية جنباً إلى جنب مع ألعاب الكازينو التقليدية.
ومع ذلك؛ لا يوجد أي تخوف من أن تؤثر منصات المقامرة عبر الانترنت على الكازينوهات الأرضية لأن لكل منهما تجربته الفريدة فلا يمكن أن نغفل عن تجربة الاجتماعية والحماسية الفريدة التي توفرها الكازينوهات الأرضية ويبقى في النهاية الخيار لكل لاعب في اختيار ما يناسبه ويفضله وبالرغم من محاولة بعض الدول منع المقامرة عبر الإنترنت إلا أن هذه المحاولات لم تنجح في معظم الأحيان وبظل هذا الانتشار الذي فرضته الكازينوهات عبر الانترنت؛ يوجد اعتقاد أن هذه الدول ستتجه نحو تشريع القمار لما يمكن أن يحققه من إيرادات ضخمة وجذب للسياح وتوفير فرص عمل كثيرة.
الخلاصة
في الختام، تمثل سياحة المقامرة في العالم العربي مشهدًا معقدًا ولكنه مثير للاهتمام يتشكل من التفاعل بين المعايير الثقافية والمبادئ الدينية والأطر القانونية، في حين أن التأثير الشامل للشريعة الإسلامية يحد بشكل كبير من أنشطة المقامرة في العديد من الدول العربية، فإن بعض البلدان تقدم لمحة عن نموذج مختلف، حيث توجد المقامرة المنظمة بل وتزدهر كجزء من صناعة السياحة.
من الكازينوهات الفخمة التي تقدم خدماتها حصريًا للأجانب في مصر إلى عظمة كازينو لبنان المتفردة التي أقرتها الدولة في لبنان، والموقف الأكثر ليبرالية للمغرب بمؤسسات القمار المتعددة، فإن العالم العربي لا يخلو تمامًا من الفرص لأولئك الذين يسعون إلى الحصول على المال، تجربة الألعاب، ولا تعمل هذه الاستثناءات داخل المنطقة على تعزيز السياحة فحسب، بل تظهر أيضًا توازنًا دقيقًا بين القيم التقليدية والمساعي الاقتصادية الحديثة.
ومع ذلك، لا يزال مستقبل سياحة المقامرة في العالم العربي غير مؤكد، متأثرًا بالتحولات المحتملة في القيود القانونية، والانفتاح الاجتماعي والثقافي، والتطور العالمي لصناعتي السياحة والألعاب، في الوضع الحالي، يواصل العالم العربي تقديم مزيج فريد من التقاليد المحافظة ومجموعات مختارة من ترفيه المقامرة، والتي يمكن أن توفر تجربة لا تُنسى بشكل استثنائي للمسافر واللاعب المميز.
في الوقت الحالي، من المرجح أن يظل النهج الذي يتبعه العالم العربي تجاه سياحة المقامرة محافظًا، مع وجود عدد قليل فقط من الوجهات التي تقدم هذا النوع من الترفيه، ومع ذلك، بالنسبة لأولئك المهتمين بالجمع بين إثارة المقامرة والنسيج الثقافي الغني للدول العربية، فإن الخيارات المتاحة، على الرغم من محدوديتها، تعد بمغامرة حصرية وغارقة في الأجواء الفاخرة التي تشتهر بها المنطقة.
