سيكولوجية لاعبي الكازينو العرب

سيكولوجية لاعبي الكازينو العرب

يعد هذا الموضوع من الموضوعات التي لم تتعرض لكثير من الدراسة من قبل علماء النفس سابقاً؛ نظراً إلى حساسية هذا الأمر وتعقيده في ظل الثقافة العربية المستمدة عموماً من الإسلام؛ الذي يحرم بدوره نشاط المقامرة بشكل عام ويعاقب عليه.

إلا أننا قد نستطيع مقاربة هذا الموضوع من خلال استعراض موجود لسيكولوجية لاعبي الكازينو حول العالم بشكل عام؛ وإسقاط ما يمكن إسقاطه من أوجه الشبه على اللاعبين العرب؛ مع تبيان الخصائص والعوامل التي يتفردون بالتعرض إليها.

كازينو
العب الان
كازينو
مكافأة
الإيداع

بعض الدوافع الشائعة للمقامرة:

ـ تعد ممارسة المقامرة والمراهنة بوصفها نشاطاً اجتماعياً من أكثر المحفزات شيوعاً لدخول عالم القمار والكازينوهات. الألعاب في هذا المجال مثيرة أساساً؛ ويضفي الرهان بالمال النقدي جواً إضافياً بالإثارة والمتعة والتشويق. ولا يمكن أن تربح هنا إن لم يخسر شخص آخر! لذا فالألعاب قد تحتاج العديد من الأشخاص حول الطاولة (ما لم تكن تلعب ضد الكازينو؛ كما هو الحال في ألعاب السلوتس مثلاً). كل هذا يؤدي إلى حالة من التفاعل الاجتماعي ويخلق جواً حميماً بين اللاعبين؛ بالإضافة إلى التسلية والترفيه الجماعي المميز.

ـ بعض اللاعبين ينظرون إلى الأمر على أنه مشروع مالي ببساطة؛ ويعتمدون المبدأ الاقتصادي القائل بأن العائد يتناسب طرداً مع المخاطرة (طبعاً هذه فكرة خاطئة ولا ينطبق هذا المبدأ هنا نظراً إلى افتقار المقامرة إلى العديد من العوامل الأخرى كالدراسة المسبقة للمشروع بكافة أبعاده والتخطيط المناسب له؛ واعتمادها الكامل في أغلب الألعاب على الحظ فقط). لذا؛ فإن هذه الفئة تقوم بالمقامرة فقط من أجل تحقيق كسب مادي ومحاولة ربح مبالغ مالية ضخمة وتحقيق أهدافهم المالية.

ـ هناك قسم من اللاعبين الذين يعدون القمار وسيلة لتفريغ طاقاتهم العقلية؛ يقامرون لتطبيق مهاراتهم واستراتيجياتهم مستخدمين ذكاءهم. غالباً ما ينظر هؤلاء إلى المقامرة كنشاط فكري مليء بالتحدي ومدفوع بإثارة ربح أو خسارة الرهان. غالباً ما يفضل هؤلاء لعب الألعاب التي تعتمد على التفكير والمهارة إلى جانب الحظ؛ مثل البوكر والبلاك جاك.

ـ بعض اللاعبين من الأثرياء ممن يملكون أموالاً تفوق حاجتهم؛ يلعبون طمعاً بالإثارة الناتجة عن المخاطرة كطريقة للبحث عن أساليب وأنواع جديدة من المغامرة. هؤلاء يراهنون بمبالغ كبيرة ولا يعنيهم سواء ربحوا أو خسروا؛ بل يكون جل اهتمامهم أن يشعروا بالأدرينالين الناتج عن الإثارة يتدفق في عروقهم. المقامرة بالنسبة لهم هي نشاط أو مغامرة يعجبهم خوضها دون قصد للربح أو الفوز.

ـ في هذا النوع سنتحدث عن نوع شبيه بالنوع السابق؛ حيث يكون اللاعبون هنا مدفوعين بمغامرة وإثارة المراهنات كطريقة من الهرب والروتين وبهدف تجربة إثارة من نوع جديد. هؤلاء قد يكونون قادرين على تحمل المخاطرة؛ لكن ليس بالضرورة أن يكونوا أثرياء كالنوع السابق؛ وهنا يهمهم الربح بالإضافة إلى المغامرة والإثارة.

ـ بعض الأشخاص يجدون في المقامرة تعبيراً عن ذاتهم وهيبتهم واستقلاليتهم باعتبارها اختياراً شخصياً مستمداً من الحرية التي يتمتعون بها؛ أو طريقة للتعبير عن هويتهم وشخصيتهم؛ فيقامرون للحصول على الاسترخاء والتمتع بالرضا الشخصي.

ـ بعض الأشخاص يدفعهم مجرد الشعور بأنهم محظوظون بشكل عام للمراهنة وقهر الاحتمالات! أو قد يكونون من المؤمنين بالخرافات؛ مما يدفعهم إلى المراهنة بهدف التأثير على مجرى سير حظهم باعتبار ما يرونه في المقامرة من نشاط “سحري” له فعله وأثره!

من المهم هنا التأكيد على أن الأنماط التي ذكرت أعلاه ليست حصرية أو حتمية أو تأتي منفردة. بمعنى أنه يمكن أن تجتمع عدة خصائص أو دوافع مما ذكر سابقاً في لاعب واحد؛ مع مراعاة تعقيد وتنوع الدوافع البشرية. بالإضافة إلى وجود الكثير من العوامل الأخرى؛ مما قد لا يتسع إيرادها في مقال واحد.

البيئة المحيطة وتأثيرها على سلوك المقامرة:

لا بد أيضاً من فهم التأثير الذي تفرضه بيئة اللاعب عليه والعوامل التي يمكن أن تكون محفزة أو تسهل الوصول إلى ألعاب القمار؛ وتلك التي تحد منها في المقابل. من هذه العوامل:

ـ تقول بعض الدراسات أن الأفراد الذين يعيشون ضمن أسرة يدخّن أفرادها؛ قد يزيد من جعلهم مدخنين في المستقبل. ذلك أن رؤية هذه العادة كأمر عادي ويومي وروتيني (إن كنت ترى أن والديك وأصدقاءك مدخنون مثلاً) يجعل منه فعلاً يسهل تقليده بحكم التفاعل والانخراط الاجتماعيين. يمكن تعميم هذا الأمر على العديد من النشاطات الاجتماعية؛ ومن بينها المقامرة. إذ يمكن للأعراف والتقاليد والسلوك الاجتماعية أن تؤثر تحفيزاً وتثبيطاً على فعل نشاط ما حسب قبوله من قبل المجتمع المحيط والنظرة إلى المقبلين على هذا النشاط.

ـ بالإضافة إلى الحالة التي الاجتماعية؛ فإن العامل “اللوجستي” ـ إن صح التعبير ـ يلعب دوراً كبيراً. فإن كنت تعيش في مدينة يسهل فيها الوصول إلى أي كازينو؛ أو إلى أي جلسة بين مجموعة من الأصدقاء بهدف لعبة قمار؛ فهذا الجو سيحفزك على الدخول وخوض غمار هذه التجربة؛ لتصبح من لاحقاً من روادها في حال أعجبتك. وعلى العكس؛ فإن صعوبة الوصول إلى الكازينوهات وغيرها من الأماكن التي يمكن فيها ممارسة ألعاب المراهنة (كالدول العربية سابقاً قبل انتشار الانترنت والكازينوهات أون لاين)؛ يمكن أن يحد من الدافعية للإقبال على هذه الألعاب.

ـ الآن؛ بعيداً عن عوامل البيئة الخارجية؛ لنتكلم عن عوامل البيئة الداخلية المتعلقة بالكازينو نفسه في حال كان متوفراً في المكان الذي تسكن فيه. قد يحدث أن تزور أحد الكازينوهات من باب الفضول ورفقة بعض الأصدقاء بهدف التعرف على الجو ورؤية ما كنت تراه في الأفلام لسنوات طويلة بأم عينك. يمكن للإضاءة والديكور والموسيقا والازدحام والحماس وتعالي أصوات الرابحين وصرخات الخاسرين أن يكون لهم تأثير بالغ في دفعك إلى تجربة الحظ بنفسك. كل هذا قد يخلق تجربة صعبة ومثيرة تؤثر على الرضا الشخصي لديك وتجعلك مستمتعاً بالمراهنة. وعلى النقيض؛ قد تجد من لا يعجبه كل هذا؛ ويخرج بعد دقائق قليلة من دخوله إلى الكازينو!

ـ أخيراً؛ لا بد للعوامل الشخصية للفرد أن تؤثر في تفضيلاته؛ كدرجة تعليمه وحالته النفسية ومقدار تفرغه أو انشغاله وأنماطه المعرفية والدرجة التي قد يتقبل بها كل المحفزات التي سبق ذكرها أعلاه وكيفية تفاعله معها. بالإضافة إلى معتقداته وقيمه وأهدافه.

كل ما ذكر في هذا الإطار هو بعضٌ من العوامل البيئية التي يمكن أنو تؤثر سلباً أو إيجاباً على سلوك المقامرة لدى الفرد. لكن من الجدير بالذكر أن هذه العوامل غير حتمية أو مؤكدة؛ ولا تأتي منفردة؛ بل قد ينسجم منها اثنان أو أكثر ليدفع الفرد لاتخاذ قرار المراهنة من عدمه. لذا يتطلب فهم هذه العوامل مراعاة وتنوع وتعقيد السلوك البشري بشكل عام.

سيكولوجية لاعبي الكازينو العرب:

المراهنة ليست حالة طارئة أو دخيلة على الحياة العربية؛ فهي كانت موجودة منذ الجاهلية وتمارس بشكل منظم ودوري (كمسابقات النرد والشطرنج وسباقات الخيل والهجن؛ بالإضافة إلى منافسات الشعر). إلى أن جاء الإسلام بعد ذلك وحرم هذا النشاط بشكل كامل وقطعي. لكن ذلك لم يستمر طويلاً؛ حيث أن المقامرة والمراهنات عادت بعد ذلك خلال الحكمين الأموي والعباسي كنوع من النشاط الترفيهي والثقافي المقبول اجتماعياً والمتساهل معه؛ لا وبل المشجع عليه من قبل بعض الحكام في حينه. ليعود ويتم تحريمه مجدداً بعد ذلك خلال الحكم العثماني باعتباره تهديداً لقيم الإسلام والأخلاق العامة والدين بشكل عام.

ومع ذلك؛ فمع انتشار الانترنت (وكل ما أدخله من تسهيلات بمختلف المجالات واندماج للثقافات العالمية فيما بينها)؛ زاد انتشار المقامرة في البلدان العربية وأصبحت الكازينو عبر الانترنت تتنافس على لقب “أفضل كازينو اون لاين عربي” (يدعم اللغة العربية). وبذلك أصبح العامل اللوجستي الذي يتضمن وجود كازينو في مكان قريب؛ غير ذا صلة.

بالعودة إلى موضوع هذا المقال ومحاولة فهم دوافع الفرد العربي لدخول عالم القمار؛ فقد ينطبق أي مما ذكر أعلاه من عوامل شخصية وبيئية على أي شخص عربي. لكن هنا؛ لا بد من ذكر عامل أساسي وحاسم قد يحد من انتشار المراهنة والقمار؛ وهو العامل الديني. فكما هو معروف وكما ذكرنا سابقاً؛ القمار محرم في الإسلام؛ والغالية العظمى من العرب مسلمون. لكنك تجد في نفس الوقت من يفسر النصوص الدينية بمختلف أشكالها بطريقة مختلفة؛ ويرى في المراهنة نوعاً من التسلية والترفيه طالما أنها لا تقود إلى إيذاء النفس والآخرين ولا تؤدي إلى إدمان أو ضرر.

ختاماً؛ كما قلنا في بداية هذا المقال؛ فإن دراسة سيكولوجية لاعبي القمار العرب ليس موضوعاً مطروقاً بكثرة نظراً لحساسيته وارتباطه بالدين؛ ولكنه بالتأكيد سيكون موضوعاً شيقاً ومهماً لعلماء النفس مستقبلاً؛ مع الأخذ بعين الاعتبار لجميع العوامل الثقافية التي تؤثر على سلوكيات المقامرة ومواقفها وإدراك تنوع الثقافة العربية وتنوعها على اختلاف البلدان العربية.

الخلاصة

يمثل مستقبل المقامرة عبر الإنترنت حدودًا ديناميكية وسريعة التطور، ومليئة بالتقدم التكنولوجي وتغير سلوكيات المستهلكين. وبينما نتطلع إلى الأمام، نرى صناعة على أعتاب عصر تحويلي، مستعدة لإعادة تعريف الترفيه والمشاركة من خلال عدسة الابتكار الرقمي. سوف تستكشف هذه المقالة الاتجاهات القادمة والتقنيات الناشئة والمناظر التنظيمية التي تم إعدادها لتشكيل الفصل التالي من المقامرة عبر الإنترنت. بدءًا من دمج تجارب الواقع الافتراضي والمعزز وحتى اعتماد العملات المشفرة وتقنية blockchain، سنقوم برسم المسارات المحتملة التي قد تسلكها الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، سننظر في الآثار المترتبة على الذكاء الاصطناعي المتطور بشكل متزايد والأهمية المتزايدة لمبادرات المقامرة المسؤولة. وبينما نتعمق في الاحتمالات التي تنتظرنا، فإننا نهدف إلى تقديم توقعات شاملة لكيفية تكيف المقامرة عبر الإنترنت وازدهارها واستمرارها في جذب خيال اللاعبين في جميع أنحاء العالم.

abel carney
Posted on:
أبيل كارني هو متحمس للرياضة وكاتب ذو خبرة في مجال الرهانات الرياضية. نشأ في عائلة من عشاق الرياضة ، ومنذ صغره نما حبًا وتقديرًا عميقين لجميع أنواع الرياضة.بدأ اهتمام هابيل بالمراهنات الرياضية عندما كان في الكلية. بدأ في وضع رهانات صغيرة على الألعاب والمباريات ، وسرعان ما أدرك أن لديه موهبة للتنبؤ بنتائج الأحداث الرياضية. قرر الجمع بين حبه للرياضة وشغفه بالكتابة وبدأ العمل ككاتب لمحتوى المراهنات الرياضية.
Abel Carney

Email: abelcarney@casinos4bet.com

Address: 16 El Khaldeen Tower Salama Mousa St. Off El Gazaer St, Alexandria, 5311142, Egypt

Gender: Male

Job Title: Copywriter

Post author