دور الحظ مقابل المهارة في القمار
لطالما كان النقاش بعد انتهاء أي لعبة بين الخاسر والرابح متعلقاً فيما إن كان الفضل في فوز الرابح عائداً لحظه أو مهارته؛ ولا أعتقد أن هذا النقاش سينتهي أبداً!
جميعناً نعرف ما المهارة؛ أو بالأحرى؛ هناك إجماع عام على مفهومها بأنها “نتيجة” غير نهائية ـ ربما ـ لعمل متواصل قد يتم فيه التدرب على شيء ما إلى أن يتم إتقانه؛ أو هي نتيجة لمراكمة خبرات ومعارف عبر فترة من الزمن ـ تطول أو تقصر ـ إلى أن يصل المرء إلى مستوى معين يقال عنده أنه ماهر في كذا (لكن شخصاً آخر قد يكون أكثر مهارة منه لأنه أمضى وقتاً أكثر يتعلم ويتدرب على ذات الشيء). المعنى هنا؛ أن المهارة هي نتيجة لجهد وعمل تم بقصد الوصول إلى هذه النتيجة؛ ومن الممكن زيادتها بمزيد من الجهد.
الآن؛ ما الحظ؟! هل نجيب إجابة الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدته (لاعب النرد): “والحظُّ لا اسمَ له”؟ على الرغم من دقة هذه الإجابة؛ لكننا لن نعتمدها هنا. لا توجد إجابة علمية محددة لمفهوم “الحظ”؛ ومن المهم أن نتفق على أن الحظ هو مفهوم ذاتي يختلف من شخص إلى آخر ويتعلق بمعتقدات كل فرد والأفكار التي يعتنقها وخلفيته الثقافية والدينية. إلا أننا إن أردنا التكلم عن الحظ بتجرد وبشكل موضوعي بعيد عن كل هذا؛ لقلنا أن الحظ هو “نتيجة” أيضاً؛ لكنه ليس نتيجة لعمل مقصود؛ بل غالباً لا نستطيع أن نعلم كافة تفاصيل الأحداث التي أدت بنا إلى النتيجة النهائية التي نسميها “الحظ”.
إذن؛ فالحظ هو نتيجة لحدث عشوائي أو لمجموعة من الأحداث العشوائية التي أثر كل منها على الآخر والتي تفاعلت مع بعضها وتأثرت بمحيطها؛ والتي لا يمكن التحكم بمسارها أو السيطرة عليها (نظراً لعدم مقدرتنا على التنبؤ بنتيجتها). كل هذا يصل في النهاية إلى محصلة تؤثر على مسرى حياتنا ونسمي هذه المحصلة بالحظ. هو ـ إذاً ـ نقيض المهارة تماماً!
وقد لا يتفق الكثيرون مع هذا الرأي؛ حيث يرى الفيلسوف الروماني (سينيكا) أن الحظ ليس قوة عشوائية؛ بل هو نتيجة لأفعال الفرد وخيارته؛ وبرأيه أنه كلما علمت بِجدّ؛ كنت أكثر حظاً؛ وإليه يُنسَبُ هذا القول: “الحظ هو ما يحدث عندما يلتقي التحضير بالفرصة”!
فيما يرى الكاتب المسرحي الأميركي (تِنيسي ويليامز) أن “الحظ يؤمن أنك محظوظ”!؛ وكانت وجهة نظره أنه يمكن للمرء اجتذاب الحظ السعيد من خلال امتلاكه نظرة إيجابية تجاه الحياة.
فيما خالف الروائي الأميركي (كورماك مكارثي) الرأيين السابقين حين قال: “أنت لا تعرف أبداً ما هو الحظ الأكثر سوءاً؛ الذي أنقذك سوء حظك منه”. يمكن شرح هذا القول بمثال بسيط؛ كأن تلعن حظك لأن تعثرت بحجر صغير عندما كنت تقطع الشارع ولويت كاحلك؛ لكنك لم تكن تعلم أن شاحنة كانت ستصدمك لو أنك لم تتعثر! إذن؛ فقد اعتقد (مكارثي) أن الحظ نسبيٌّ ولا يمكن التنبؤ به؛ وما قد يبدو أحياناً حظاً سيئاً قد يكون في الحقيقة ما يقال عنه “رُبَّ ضارة نافعة”.
الحظ مقابل المهارة:
الآن؛ ما علاقة كل هذا بالقمار؟
ألعاب القمار قسمان عملياً؛ ألعاب تعتمد بالكامل على الحظ؛ وألعاب أخرى تعتمد على الحظ والمهارة معاً؛ ولا نوع ثالث لها!
الألعاب المعتمدة على الحظ:
هي الألعاب التي تأتي نتيجة وفق قواعد اللعبة ومولد الأرقام العشوائي (الذي تصمم هذه الألعاب على أساسه)؛ ولا يمكن للاعب أن يؤثر في نتيجة هذه الألعاب باستخدام أية استراتيجية أو مهارة أو طريقة. ومن أهم الأمثلة على هذه الألعاب هي ألعاب الماكينات (Slots) والروليت. حيث أن الروليت أساساً اخترعت عن طريق الصدفة حين كان كان العالم الفرنسي (بليز باسكال) يسعى لاختراع عجلة ذاتية الحركة لإتمام هدفه النهائي في إبداع ما سماه حينها “الآلات أبدية الحركة”؛ ليتم تحويلها بعد ذلك إلى اللعبة التي نعرفها اليوم؛ والتي يجب التشديد على أن كل دورة فيها مستقلة وعشوائية تماماً؛ واحتمال استقرار الكرة على أي رقم هو ذاته في كل دورة. أما فيما يتعلق بألعاب السلوتس؛ فمن المهم أيضاً معرفة أنها ـ سواء كانت في كازينو أرضي أو كازينو اون لاين ـ قائمة على أساس ما يسمى بـ”مولد الأرقام العشوائي” الذي يعمل على خلق احتمالات لا نهائية ولا يمكن التنبؤ بها أبداً أو التحكم بها وتغيير مسارها.
الألعاب المعتمدة على المهارة
هي تلك الألعاب التي تتضمن قدراً معيناً من إمكانية اللاعب بالتغيير في مجراها بناء على التحليل واتخاذ القرارات أو اتباع استراتيجية معينة؛ مثل لعبة البوكر أو البلاك جاك؛ وكذلك المراهنات الرياضية.
لنأخذ لعبة البوكر كمثال هنا؛ حيث تعد هذه اللعبة من أكثر ألعاب الكازينو التي يدور حولها الجدل فيما إن كان الحظ سيداً فيها أم المهارة. حيث يعتقد البعض أن الحظ هو الأساس فيها وأن الأوراق التي توزع هي التي تحدد مصير كل لاعب؛ فيما يعتقد آخرون أن هذه اللعبة هي لعبة استراتيجية ومهارة وأن القرارات المتخذة لها أهمية أكبر بكثير من البطاقات الموزعة. والواقع أن في كلا وجهتي النظر بعضاً من الصواب؛ فلكل من الحظ والمهارة تأثير كبير في هذه اللعبة ولا يمكن إغفال دور الحظ أبداً فيها؛ لكن أثره ليس كمثيله في لعبة الروليت مثلاً.
لنأخذ مثالاً عن الحظ في لعبة البوكر؛ يمكن ببساطة أن تحتوي يدك على آس وملك من نوع واحد؛ ويأتي الورق على الطاولة محتوياً العشرة والشاب والملكة من ذات النوع.. مباركٌ لك الـRoyal Flush دون تفكير أو جهد أو تعب! كان هذا المثال متطرفاً قليلاً؛ وبالتأكيد هو نادر الحدوث؛ لكنه ليس مستحيلاً. لذا؛ أجل بالتأكيد للحظ دور مهم في لعبة البوكر؛ لكنه لا يقارن بدور المهارة فيها. بينما قد تكون يدك ضعيفة بالفعل؛ لكنك بفعل خبرتك ومهارتك أتقنت فن الخداع لدرجة يمكنك فيها إيهام خصمك بأنك تملك الـRoyal Flush؛ دافعاً إياه للانسحاب في الوقت الذي كان يمكنه أن يسلبك مبلغاً كبيراً من مالك! وعليه؛ فإن البوكر ليست مجرد لعبة حظ؛ بل هي لعبة تتعلق بالمهارة أيضاً إلى حد كبير؛ ويمكن لإتقانها أن يغير من مجرى اللعب بمقدار كبير؛ دون أن ينفي ذلك دور الحظ في اللعبة على الإطلاق.
في لعبة البلاك جاك؛ يتم توزيع البطاقات بشكل عشوائي سواء للموزع أو اللاعبين؛ لكن يمكن للاعب استخدام مهارته في عد البطاقات والجمع والقسمة (وهو ـ بالمناسبة ـ ليس أمراً سهلاً على الإطلاق) ليضمن نسباً أعلى بكثير للفوز مما لو اعتمد على الحظ وحده.
إذن؛ يعتمد دور كل من الحظ والمهارة على نوع اللعبة بشكل أساسي؛ وعلى سياقها بشكل عام. لكن يمكننا القول عموماً أن للحظ تأثيراً على النتائج ضمن المدى القصير (في الألعاب المعتمدة على المهارة)؛ بينما للمهارة تأثير أكبر على النتائج في المدى الأطول بما يمكن اللاعب من تقليل ميزة الكازينو وزيادة احتمالات فوزه عن طريق اتخاذ القرارات الذكية.
وبالتأكيد؛ لن ندعك تعتمد على “الحظ” في اختيار الكازينو الذي ستلعب به، لذا؛ لا يمكن أن ننهي هذا المقال دون أن نقدم نصيحة عما يعد أفضل كازينو عربي (يدعم اللغة العربية) حالياً؛ وهو كازينو Betfinal؛ حيث ستجد هنا أحد أكثر الكازينوهات عبر الانترنت موثوقية وأماناً وتنوعاً في الألعاب؛ وأكثرها سرعة في تنفيذ عملية السحب؛ ناهيك عن خدمة دعم اللاعبين السريعة والكفوءة؛ والذين يتحدثون اللغة العربية أيضاً!
