الثقافة والحضارة العربية

الثقافة والحضارة العربية

دراسة الثقافة والحضارة لأي شعب من الشعوب يعد موضوعاً واسعاً ويتطلب مجلدات عدة لإيفاء جزء من حقه؛ لذا؛ من المهم التنويه أننا لا نقدم دراسة للثقافة والحضارة العربية؛ بقدر ما تعد هذه المقالة عبارة عن لمحة سريعة وموجزة.

كازينو
العب الان
كازينو
مكافأة
الإيداع

تاريخ شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام:

لا يمكن التحديد ـ على وجه اليقين ـ من هم السكان الأوائل لما يسمى اليوم بشبه الجزيرة العربية؛ لكن العديد من الأدلة الأثرية والأبحاث تشير إلى أنهم كانوا شعوباً سامية قدمت من بلاد الشام (المنطقة الواقعة شرق البحر المتوسط؛ وتضم اليوم كلاً من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) في إطار زمني ضمن الألف الثامن قبل ميلاد المسيح. تكيف هؤلاء مع البيئة الصحراوية لتلك المنطقة وعاشوا في أسلوب حياة بدوي ضمن قبل قبائل؛ وكانت حياتهم تعتمد في جلها على الصيد وتربية الحيوانات والتجارة.

بعد ذلك بحوالي ثلاثة آلاف عام (في الألف الخامسة قبل الميلاد)؛ استقر جزء من تلك القبائل في شرق شبه الجزيرة؛ وأقاموا علاقات مع الشعوب التي سكنت بلاد ما بين النهرين (نهري دجلة والفرات؛ العراق حالياً) ووادي السند؛ وتطورت تجارتهم؛ فأصبحوا يستوردون النحاس والفخار وغيرها؛ وينتجون أدوات من حجر الصوان والخرز ويصدرونها؛ ليتطور الأمر بهم خلال ألف سنة أخرى لزراعة التمور وبعض أنواع الحبوب وبناء أنظمة الري والمساكن الحجرية.

أما فيما يتعلق بالكتابة (والتي تعد عموماً أنجازاً ثورياً في سياق التاريخ البشري)؛ فتعود أقدم السجلات المكتوبة والمكتشفة في تلك المنطقة إلى الألف الثالثة قبل الميلاد؛ على يد بعض الممالك التي سكنت جنوب غرب شبه الجزيرة (اليمن حالياً)؛ كممالك سبأ ومعين وحضرموت.

ولكون الثقافة العربية والشعب العربي جزءاً من الثقافة والشعوب السامية؛ فلا بد من التوقف هنا قليلاً لشرح معنى هذا المصطلح الذي تم اشتقاقه من القصة التواراتية لسام (أحد أبناء نوح) الذي يعتبر جد الساميين جميعاً؛ ويختلف معنى هذا المصطلح وفقاً لسياق استخدامه:

–        في اللغة: تشير الساميّة إلى فصيلة فرعية من اللغات الأفروآسيوية التي تضم لغات كالعربية والعبرية والآرمية والأمهرية؛ حيث تشترك هذه اللغات ببعض السمات.

–        في علم الإنسان والتاريخ: يتم استخدام هذه الكلمة لوصف مجموعة عرقية من الأشخاص الذين يتحدثون لغة سامية أو الذين تعود أصولهم إلى المتحدثين بإحدى اللغات السامية.

–        في الدين: يشير إلى الديانات التي نشأت وتأثرت بمتحدثي اللغات السامية؛ كاليهودية والمسيحية والإسلام والفينيقية والأكادية.

قبل الإسلام؛ لم يكن هناك حكم واحد لشبه الجزيرة العربية؛ ولم تكن ـ في الأساس ـ كياناً سياسياً واحداً؛ بل مجموعة من القبائل والممالك المختلفة التي استوطنت مناطق مختلفة في شبه الجزيرة قرب موارد المياه بشكل خاص. ومع ذلك؛ فقد كانت شبه الجزيرة في ذلك الوقت عقدة وصل بين العديد من الحضارات والممالك المجاورة؛ مما جعلها مركزاً تجارياً مهماً. حيث كانت تربط بين الامبراطورية الفارسية (الساسانية) شرقاً والامبراطورية البيزنطية غرباً؛ بالإضافة إلى ربط مملكة آكسوم (إثيوبيا حالياً) بالهند والصين.

ولم يكن الإسلام الدين الأول الذي يدخل شبه الجزيرة العربية؛ بل كانت أيضاً مركزاً للتنوع الديني؛ حيث سكنها عبدة الأصنام والمسيحيون واليهود والزرادشتيون والعديد من أتباع المعتقدات الأخرى الدارجة في حينه ولكل منهم نصوصه ومقدساته ومعابده؛ وكان جميع هؤلاء يتعايشون معاً ويؤثرون ويتأثرون بمعتقدات بعضهم البعض.

أما من الناحية الإبداعية؛ فقد كانت شبه الجزيرة تتمتع بتراث فني وأدبي وعمراني غني؛ فالشعر الجاهلي أشهر من أن يذكر؛ و”المباريات” والمنافسات الشعرية التي كانت أحداثاً “جماهيرية” آنذاك معروفة حتى اليوم (كسوق عكاظ). أما فيما يتعلق بالهندسة والعمران؛ فإن الشواهد والآثار عليها لا زالت قائمة إلى اليوم؛ كقرية الفاو التي بناها الكنديون (أهل مملكة كندة في نجد)؛ وسد مأرب في اليمن الذي أقامه أهل مملكة سبأ. ناهيك عن الفنون الأخرى من نحث ورسم ونقش عملات ومجوهرات.

شبه الجزيرة العربية بعد الإسلام:

قبل الإسلام؛ كانت شبه الجزيرة تضم قبائل وممالك مختلفة؛ لكل منها شعبها وقوانينها وقائدها؛ مثل ثمود وكندة وسبأ وحِميَر؛ وغيرهم. وبعد ظهور الإسلام في بداية القرن السابع الميلادي وانتشاره في شبه الجزيرة؛ وحد هذه القبائل والممالك في ظل نظام سياسي واحد مضفياً عليه قوة لم يعدها؛ سمحت له بالخروج متجاوزاً حدود شبه الجزيرة العربية لنشر تعاليم الدين الجديد جنباً إلى جنب الثقافة العربية. فأصبح العرب امبراطورية من أعظم الامبراطوريات في التاريخ؛ كانت ذروتها في عهد الخلافة العباسية في القرنين الثامن والتاسع؛ حيث امتدت دولتهم من الصين والهند وآسيا الوسطى شرقاً؛ إلى شمال إفريقيا وحتى إسبانيا والبرتغال غرباً.

ورغم أن الإسلام قد جمع هذه الممالك والثقافات وحتى الأعراق المتنوعة في دولة واحدة؛ إلا أنه لم يلغِ ثقافاتهم؛ بس استفاد منها ومن تاريخهم في حكم دولة مترامية الأطراف ومتعددة المشارب والحضارات. لكنه قدم عقيدة وقانوناً مشتركاً لجميع العرب بعيداً عن انتماءاتهم القديمة؛ بما ساهم لاحقاً في تعزيز قوة العرب المسلمين كشعب واحد وتحفيزهم على التوسع في مختلف أنحاء الأرض.

وبالتأكيد؛ فإن أراضٍ جديدة؛ يعني ثروات وفرص جديدة؛ وفتح أبواب لتنمية التجارة والاقتصاد ككل. إذ انتشرب تجارة العديد من السلع كالذهب والفضة والحرير والتوابل والعطور وغيرها؛ وأنشأ العرب المسلمون طرقاً وشبكات تجارية ربطت بقاع دولتهم ببعضها؛ بالإضافة إلى ربطها بالدول الأخرى في أوروبا وأفريقيا وآسيا.

كما استفاد الإسلام من عمق الثقافة العربية في الفترة التي سبقت مجيئه؛ بالإضافة إلى ثقافات الدول التي امتد إليها؛ فازدهرت ثقافة متنوعة بنيت على المعارف والإنجازات السابقة للشعوب التي انضوت تحت لوائه وتطويرها. حيث تمت ترجمة أعمال العلماء اليونانيين والفارسيين وغيرهم في الكثير من المجالات كالطب والفلسفة والرياضيات والكيماء والفلك وكافة العلوم الأخرى، مما سمح للعرب بالمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية وتقديم إنجازات واكتشافات أصيلة في تلك المجالات؛ ناهيك عن مجالات أخرى كالأدب والفت والعمران وغيرها.

ومن أشهر العلماء العرب في العصر الإسلامي كان محمد بن عبدالله الطنجي (ابن بطوطة)، محمد بن يحيى الرازي، “الشيخ الرئيس” الحسين بن سينا، محمد بن أحمد بن رشد، ابن خلدون، محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني، وغيرهم الكثير.

اليوم؛ لا زالت الدول العربية ـ رغم تفرق الدولة الواحدة وتعرضها إلى الكثير من حملات الغزو على مر السنين ـ تصدر آلاف الأدمغة التي تساهم في تطور وارتقاء البشرية.

اللغة العربية:

تنتمي اللغة العربية إلى عائلة اللغات السامية إلى جانب العبرية والآرامية والفينيقية؛ ونظام كتابتها في البداية كان مستمداً ـ في الأساس ـ من الأبجدية الفينيقية؛ ليتطور أسلوب الكتابة بعد ذلك حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم (والنص العربي المستخدم اليوم هو تطور النص النبطي في الذي كان سائداً خلال الإسلام).

كانت اللغة العربية لغة العرب البدو الذين هاجروا واستقروا في شبه الجزيرة؛ إلا أنها بعد ذلك تغيرت قليلاً لتختلف لهجاتها في النطق والقواعد والمفردات تبعاً لكل منطقة؛ وكان من أشهر اللهجات في حينه اللهجة القحطانية في الجنوب؛ العدنانية في الشمال؛ التميمية في وسط شبه الجزيرة؛ واللخمية في جزئها الشرقي. لكنها بكل تأكيد بقي سكان كل منطقة يفهمون سكان المنطقة المجاورة (كان الأمر كاختلاف اللهجات بين سكان المدن أي دولة حالياً في أي منطقة في العالم).

ولا يمكن أن نذكر اللغة العربية دون أن نذكر شعراء الجاهلية الذين أبدعوا قصائد ومعلقات ـ بمواضيع شتى؛ كالمديح والهجاء والحب والحرب وغيرها ـ لا زالت حية إلى يومنا هذا. ومن أبرز هؤلاء الشعراء امرؤ القيس؛ وطرفة بن العبد؛ والخنساء؛ وتطول القائمة في ذكرهم.

بعد الإسلام؛ أصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة المترامية الأطراف (ما جعلها تتأثر بلغات الشعوب الأخرى)؛ حيث كانت تتم بها المراسلات الرسمية وانتقال العلوم وتوثيقها. وبالتأكيد؛ فإن واقع أن القرآن والحديث النبوي كانا باللغة العربية؛ أضفى على هذه اللغة نوعاً من القداسة وشجع المؤمنين بالدين الإسلامي في جميع بقاع العالم إلى إتقان هذه اللغة للتعمق أكثر في أركان هذا الدين.

ثقافة القمار العربية:

لم يكن القمار حدثاً طارئاً في التاريخ العربي؛ فقد كان سائداً في الكثير من النشاطات في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام؛ كسباقات الخيل والهجن وألعاب النرد والشطرنج؛ وحتى مسابقات الشعر (سوق عكاظ). ورغم أن الإسلام قد حد في بدايات انتشاره من هذه الألعاب نظراً لتحريمه جميع أنواع القمار والرهان؛ إلا أن ألعاب المراهنة عادت وانتشرت في العصر الأموي (نتيجة التساهل في تطبيق القانون من قبل الحكام) والعصر العباسي (الذي كان بعض حكامه يمارسون العديد من هذه الألعاب على سبيل التسلية والترفيه).

اليوم؛ ورغم تشريع المراهنات في بعض الدول العربية؛ إلا أن الكازينوهات الأرضية لا زالت محدودة بشكل كبير ضمن العالم العربي. ومع ذلك؛ فإن انتشار الكازينوهات عبر الانترنت (أون لاين كازينو)؛ ساهم بشكل كبير في وصول الآلاف من هواة المراهنة العرب إلى ألعاب المقامرة بأشكالها المتعددة دون أن يضطروا للسفر أو مغادرة منازلهم.ولا بد في ختام هذا المقال أن نقترح عليك أحد أفضل الكازينوهات العربية أون لاين (يدعم اللغة العربية)؛ وهو كازينو Betfinal الذي يقدر ويحترم الثقافة والحضارة العربية؛ إلى درجة أنك ستجد دائماً وعلى مدار 24/7 أشخاصاً يتحدثون اللغة العربية في خدمة دعم الزبائن. يمكنك أن تتواصل معهم الآن عن طريق الدردشة المباشرة وسؤالهم عن المكافآت الترحيبية الرائعة والمذهلة التي يقدمها هذا الموقع.

الخلاصة

وفي الختام، تفتخر الثقافة والحضارة العربية بنسيج غني ومعقد تم نسجه عبر آلاف السنين، ويشمل إنجازات رائدة في العلوم والأدب والفن والهندسة المعمارية، فمن طرق التجارة القديمة التي عبرت شبه الجزيرة إلى المراكز الفكرية في بغداد والقاهرة، كان العالم العربي قوة محورية في تشكيل التاريخ والمعرفة البشرية.

إن التراث الثقافي للعالم العربي متنوع مثل الأشخاص الذين يجسدونه، مع تقاليد وعادات استمرت وتطورت مع صعود وسقوط الإمبراطوريات ومد وجزر الحداثة، وكانت اللغة العربية، بأساسها الشعري، وعاء حفظ ونقل هذا التراث الغني، وربط الشعب العربي بماضيه في الوقت الذي يبحر فيه بمستقبله.

إن فهم الثقافة والحضارة العربية يتطلب تقدير تعقيداتها، ومساهماتها في الثقافة العالمية، وقيمها في الضيافة والمجتمع والمنح الدراسية، وتتجلى مرونة الروح العربية في حيوية ثقافاتها، التي تتجلى في الأسواق المزدحمة، وفي أصداء الأذان، وفي وقار آثارها القديمة الهادئة.

وبما أن العالم العربي يقف على مفترق طرق التقاليد والابتكار، فإنه يواصل المساهمة في التبادل العالمي للأفكار، وتعزيز الحوار الذي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في عالمنا المترابط، وسيستمر الإرث الدائم للثقافة والحضارة العربية في إلهام الإنسانية وتحديها وإثراءها لأجيال قادمة.

lama
Posted on:
Post author